كان يا ما كان كان في قديم الزمان كانت امراة امازيغية تعيش مع زوجها في ضواحي مدينة بني ملال ذات يوم حملت منه لكنه توفي قبل ان يرى مولوده الذي كان بنتا لذلك وفرت الام كل الرعاية لبنتها وعندما كبرت تقدم كتير من سكان القرية للظفر بالبنت لكن الام رفضت فزوجتها من رجل غريب وعند انتهت الاستعدادات للزفاف قدم اصدقاء العريس على خيولهم من اجل نقل العروسة الى بيت زوجها
وفي يوم من الايام اشتاقت الام الى بنتها فقررت زيارتها فحضرت الحمار ووضعت عليه البردعة ووضعت في احد سلتيها جرة سمن وفي الاخرى خروفا وربطتهما جيدا تم انطلقت في رحلتها.في منتصف الطريق رات ذئبا اعرج فسالته :
ـ ما خطبك ؟
ـ فأجابها قائلا: أعاني من جرح أسفل أحد أطرافي.
ـ فقالت له:لو لم يكن حماري مثقلاً جداً لدعوتك للركوب معي. ثم التفت الحمار نحوها وقال: فليركب، إذا رغبت في ذلك. (لا تعرف ماذا ينتظرها)
فوضعت الذئب في الجهة التي يوجد بها السمن لكن للاسف لم يتمالك نفسه عندما راى الخروف. واصلت السيدة طريقها وشرع الذئب في أكل السمن من الجرة. وبعد أن التهم نصفه بنهم ، صرخ قائلا :نعم،وكأنه يجيب من دعاه،فسألته السيدة قائلة: من يناديك؟
ـ فأجابها قائلا: إنهم أخوال النصف.
واصلت السيدة طريقها وصرخ الذئب ثانية : نعم.
وسألته السيدة:من يناديك ياعمي الذئب؟
ـ أجابها قائلا: إنهم أخوالي البعاد وبقي معهم الليلة ، وما أن انتهى من وليمته،حتى صاح من جديد قائلا:نعم.
فسألته السيدة كعادتها قائلة:من يناديك
ثم أجابها الذئب قائلا :إنهم أخوالي، لقد فعلتها
وما لبث أن أنهى كلامه هذا، حتى قفز أرضا ولاذ بالفرار وهو يصرخ قائلا: لقد خدعتك أيتها العجوز ههههه
وحينما تفحصت سلتها وجدت الجرة فارغة والخروف في خبر كان. فأردفت والحسرة تعتصر قلبها :
ـ لقد أكل ما كنت أجلبه إلى ابنتي، ولا أستطيع زيارتها وأنا خاوية اليدين، فماذا سيقول الناس عني، لا أملك سوى أن أعود أدراجي.(يا لها من مسكينة)
لذا عادت لبيتها وعندما وصلت وبخت الحمار فامرت بان يحضر لها هذا الذئب او ستضربه بالهراوة حتى الموت
وعاد الحمار إلى المكان الذي فر فيه الذئب،فبحث عنه، وانتهى إلى العثور عليه في مأواه في جحر بصخرة. ثم تمدد في مدخله تاركاً فاه ومؤخرته مفتوحين، متظاهراً بالموت. وحينما خرج الذئب طلباً للفريسة ، وجد الحمار ممدداً ومنتفخاً في مدخل الجحر. ثم قال: الحمد لله، الذي أنعم علينا بهذه المأدبة دون تعب ولا نصب.(مسكين اخر)
ثم هرع صغار الذئب لسحبه من أطرافه،محاولين إدخاله إلى الجحر. ولما لم يفلحوا في ذلك، غضب الأب وصرخ في وجوههم قائلا: تنحوا جانبا، لا هم لكم سوى إزعاجي بسبب مأكلكم اليومي..هيا ،احضروا لي حبلا.فربط ذيله بذيل الحمار فاستجمع الحمار قواه وجر الذئب ورائه واخده لسيدته التي اهانها الذيب الماكر فقامت بحره حتى تحول لرماد
للعلم انه ليس منقول بل هي قصة كان سبق لجدتي ان حكتها لي عن اهل المغرب الامازيغ